إدارة الكفاءات: أساس النجاح في الأعمال
4 أشهر ago
إدارة الكفاءات: أساس النجاح في الأعمال
تعاني المؤسسات في جميع القطاعات و الأحجام من تحديات كبيرة في إدارة عملياتها ، سواء على المستوى الإستراتيجي ، الإداري ، أو التنظيمي. لضمان قدرتها على مواجهة هذه التحديات، تحتاج المؤسسات إلى الإستثمار في الموارد البشرية و إدارة هذه الكفاءات لتستطيع بدورها إدارة الأعمال بفعالية في جميع الأنشطة والمواقع الإدارية المختلفة.
الكفاءات البشرية هي عنصر حاسم لتحقيق تميز الأداء الفردي و المؤسسي، و هي تتمثل في مجموعة متنوعة من الصفات و المهارات التي تمكن الأفراد من تحقيق مستويات عالية من الأداء . لذا ، يعد الاهتمام بتطوير هذه الكفاءات و الإستفادة منها في جميع أنشطة المؤسسة أمراً حيوياً لضمان تفوقها و نجاحها في سوق العمل التنافسي .
– مفهوم الكفاءات و أنواعها :
عرفتها الجمعية الأمريكية لإدارة الموارد البشرية SHRM بأنها مجموعةٌ متكاملةٌ من
المعارف و المهارات و السّلوكيّات التي يمكن ملاحظتها و قياسها ، و هي تساهم في تعزيز أداء الموظّف، و تؤدّي بالتالي إلى النّجاح المؤسّسيّ . و الهدف الأساسيّ منها هو تحديد معايير الأداء المطلوبة و الواجب توافرها لدى العاملين من أجل ضمان نجاح المؤسسة .
نحن ننظر إلى إدارة الكفاءات على أنها نظام متكامل من عمليات إدارة الموارد البشرية، يهدف إلى جذب، تطوير، تحفيز ، و الإحتفاظ بالموظفين، و تمكينهم لتحقيق أقصى إنتاجية .
تشمل الكفاءات ثلاثة أنواع رئيسية : الكفاءات الأساسية ، القيادية ، و التخصصية (الفنية) .
– إطار إدارة الكفاءات :
يجب أن تبنى عملية إدارة الكفاءات على نهج شامل يركز على تحديد و تطوير و تقييم قدرات القوى العاملة عبر عدة أبعاد مختلفة . و هي :
- المعرفة: تقييم نطاق و عمق فهم الموظفين في المجالات ذات الصلة ، و تحديد الخبراء منهم .
- المهارات: تحديد المهارات المتطلبة و يمكن صياغ هذا عبر ما يعرف بإطار المهارات . يتضمن هذا الإطار جميع المهارات اللازمة لتحقيق أدوار الوظيفة بفعالية .
- الكفاءة: تقييم مستوى الكفاءة و فعالية أداء المهام. و تقييم السلوكيات ، الأخلاقيات المهنية ، و المهارات الشخصية تماشياً مع قيم المؤسسة .
- الخبرة: تحديد الخبرات السابقة الموجودة لدى الموظفين والاستفادة منها.
- التدريب: اختيار و تقييم أنسب الطرق لتطوير مهارات القوى العاملة، مما يضمن فعالية برامج التدريب و تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين .
من خلال تقييم هذه الجوانب بشكل منهجي و من ثم تعزيزها ، يمكن للمؤسسات إدارة كفاءاتها بفعالية و الاستفادة من هذه العملية في :
- تحسين أداء الموظفين و زيادة الإنتاجية : تخصيص خطط تطوير لتعزيز أداء الموظفين و زيادة الإنتاجية استنادا على ما تم مناقشته سابقا من تحديد نقاط القوة و المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
- تحديد و معالجة الفجوات في المهارات و احتياجات التطوير : من خلال التقييمات المستهدفة ، يمكن للمؤسسات تحديد الفجوات في المهارات و احتياجات التطوير ، مما يسهل المبادرات المستهدفة للتدريب و التطوير لسدها بفعالية .
كتب بواسطة :
د. ريما القحطاني
مستشار موارد بشرية